الحياة المدرسية
مفهوم المراهقة:
ترجع كلمة "المراهقة" إلى الفعل العربي "راهق" الذي يعني الاقتراب من الشيء، فراهق الغلام فهو مراهق، أي: قارب الاحتلام، ورهقت الشيء رهقاً، أي: قربت منه. والمعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النضج و الرشد. يفيد المعنى اللغوي للمراهقة الاقتراب أو الدنو. إذ يقال راهق الغلام فهو مراهق إذ قارب الاحتلام أي أشرف على سن الإنجاب وفي هذا(المعنى يقول (الزمخشروصبي مراهق) رهقت الصلاة روهقا . أي دخل وقتها .وراهق فلان الشيء إذا قاربه .وراهق البلوغ أي سن البلوغ مدان للحلم أما الكلمة ADOLESCENCE الفرنسية التي تعني مراهقة فهي مشتقة من الفعل اللاتيني الذي يعني أنتدرج نحوى النضج الجسمي والجنسي والعقلي والانفعالي وهو نفس الفعل الذي اشتق منه لفظة ADULTE وهذا التحديد الغوي يدفعنا إلى التميز بين بعض المفاهيم التي كثيرا ما يؤدي إلى بعض اللبس أثناء الاستعمال .وهذه المفاهيم هي البلوغ ,الشباب.
(أحمد أزوي : 13).وبعد تحديدنا للمعنى اللغوي للمراهقة .نعمل إلى تحديد معناها السيلوجي كمرحلة من مراحل النمو النفسي .يرى عود ناف بقوله أن المراهقة هي مرحلة انتقال من الطفولة إلى سن الرشد ويحددها "ليثري " بقوله إنها السن الذي يقع بين الطفولة والرشد ويعرفها جيرزلد "تعريفا وظيفيا إذ يقول بأنها امتداد في السنوات التي يقطعها البنون والبنات متجاوزين مدراج الطفولة وإلى مراقي الرشد .حيث يتحفون بالنضج العقلي والانفعالي والاجتماعي والجسمي .ويمكن تحديدا لمعنى السيلوجي للمراهقة بأنها مرحلة نمو مغينة تقع بين سن الطفولة وسن الرشد في طور نمائي ينتقل فيه الناشئ وهو طفل غير ناضج جسميا وعقليا وانفعاليا أي من طور نمائي أوضح سماته .الاعتماد والإشكالية على الغير إلى فرد إنساني متدرج نحو بدئ النضج بقدر ما تغني الاقتراب والسير نحوه.
أما المراهقة في علم النفس فتعني: "الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي"، ولكنه ليس النضج نفسه؛ لأن الفرد في هذه المرحلة يبدأ بالنضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي، ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى 1 سنوات.
وهناك فرق بين المراهقة والبلوغ، فالبلوغ يعني "بلوغ المراهق القدرة على الإنسال، أي: اكتمال الوظائف الجنسية عنده، وذلك بنمو الغدد الجنسية، وقدرتها على أداء وظيفتها"، أما المراهقة فتشير إلى "التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي". وعلى ذلك فالبلوغ ما هو إلا جانب واحد من جوانب المراهقة، كما أنه من الناحية الزمنية يسبقها، فهو أول دلائل دخول الطفل مرحلة المراهقة.
ويشير ذلك إلى حقيقة مهمة، وهي أن النمو لا ينتقل من مرحلة إلى أخرى فجأة، ولكنه تدريجي ومستمر ومتصل، فالمراهق لا يترك عالم الطفولة ويصبح مراهقاً بين عشية وضحاها، ولكنه ينتقل انتقالاً تدريجياً، ويتخذ هذا الانتقال شكل نمو وتغير في جسمه وعقله ووجدانه.
وجدير بالذكر أن وصول الفرد إلى النضج الجنسي لا يعني بالضرورة أنه قد وصل إلى النضج العقلي، وإنما عليه أن يتعلم الكثير والكثير ليصبح راشداً ناضجاً.
و للمراهقة والمراهق نموه المتفجر في عقله وفكره وجسمه وإدراكه وانفعالاته، مما يمكن أن نلخصه بأنه نوع من النمو البركاني، حيث ينمو الجسم من الداخل فسيولوجياً وهرمونياً وكيماوياً وذهنياً وانفعالياً، ومن الخارج والداخل معاً عضوياً.
إن المراهقة اليوم راشد الغد ,أي محكوم عليه بالانخراط في المجتمع وتحمل المسؤولية لذلك ك كمواطن يقوم بأدوار اجتماعية عديدة .أب .موظف .عامل نقابي.... الخ لذلك أصبح من الضروري معرفته المعرفة العلمية الصحيحة التي تنتج التعرف على اهتماماته وتطلعاته من أجل توفير الظروف الملائمة لنمائه وعطائه عما ساعدت الأفكار التربوية التجديدية المعاصرة على اهتمام مختلف المؤسسات التربوية التي تتعامل مع المراهقين .على تعميق فهمها لهذه الفترة الحاسمة من العمر .سعيا لتوفير وضمان الأعداد الملائم المستقبلي . وهكذا فإن الآباء في كل أسرة يسعون إلى الإلمام العقلي بنفسية أبنائهم من المراهقين حتى يتجنبا قدر الاستطاعة الصراعات والخلافات التي تحتدم في كثير من الأحيان بين الأبناء والآباء في هذه المرحلة .وتحقيق قدر هام من التوافق الذي يكفل التواصل مع الأبناء .كما أن المعرفة البيولوجية لفترة المراهقة تمثل حاجة حيوية بالنسبة للمدرسين الذي بدورهم يبحثون عن أفضل الطرائف البيداغوجية للتعامل مع المراهقين ولن يتم اختيار هذه الطرائف دون الإلمام العلمي بنفسية المراهقين وطباعهم وحاجاتهم , حتى يوفقوا في اختيار أنس الطرق لمخاطبة ميولهم من أجل ذلك كانت مقررات وبرامج التكوين في مدارس إعداد المعلمين والمدرسين يشمل مقررات الدراسة معلومات ومعارف حول نفسية المراهقين وأساليب تعليمهم وطرائف إرشادهم وتوجيههم التربوي .وذلك حتى يكون المدرس على علم كاف سيكولوجية المتعلم الذي يتعامل معه في المؤسسات التربوية وأصحاب القرار في المجال التعليمي دون الإلمام الكاف بهؤلاء المتعلمين المنهاج الدراسي وتشكل فترة المراهقة أيضا اهتمام الأنظمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية .لما تتميز به هذه الفترة من قوة وحيوية وحماسة فالشباب عموما يمثل طاقة حية تميل على التجديد والتغيير ومن ثمة فإن استهواءها بال...والإيديولوجيات مسألة واردة وهذا أمر كثير ما يثير قلق الحكام والسياسيين فهم بقد ما يرون أنه بإمكانهم استقلال عقول الشباب يحتاج من جهة إلى الحذر والاحتياط ومن جهة ثانية يحتاج إلى المعرفة التي تساعد التغلغل إلى معرفة نفسيتهم ودوافع سلوكهم ,و...نستخلص أن العمل التربوي والتعليمي على اختلاف أشكاله وتسوياته لين عملا تلقائي أو اعتباطيا يستطيع أن يمارسه أي شخص ودن أي تكوين أو إعداد مسبق وإنما يعتر عملا على درجة من الصعوبة والتعقيد ,ومن ثمة كان من الضروري أن يهيئ له الشخص ويستعد بالإطلاع العلمي والخبرة العلمية حتى يستطيع إيجاد الحلول المناسبة لمختلف المشاكل التي تواجه التعامل مع الشباب والمراهقين بصفة خاصة.
مراحل المراهقة
والمدة الزمنية التي تسمى "مراهقة" تختلف من مجتمع إلى آخر، ففي بعض المجتمعات تكون قصيرة، وفي بعضها الآخر تكون طويلة، ولذلك فقد قسمها العلماء إلى ثلاث مراحل، هي:
مرحلة المراهقة الأولى (11-14 عاما)، وتتميز بتغيرات بيولوجية سريعة.
مرحلة المراهقة الوسطي (14-18 عاما)، وهي مرحلة اكتمال التغيرات البيولوجية.
مرحلة المراهقة المتأخرة (18-21)، حيث يصبح الشاب أو الفتاة إنساناً راشداً بالمظهر والتصرفات.
ويتضح من هذا التقسيم أن مرحلة المراهقة تمتد لتشمل أكثر من عشرة أعوام من عمر الفرد
علامات بداية مرحلة الجسدية المراهقة وأبرز خصائصها وصورها والنفسية
بوجه عام تطرأ ثلاث علامات أو تحولات بيولوجية على المراهق، إشارة لبداية هذه المرحلة عنده، وهي:
1 - النمو الجسدي: حيث تظهر قفزة سريعة في النمو، طولاً ووزناً، تختلف بين الذكور والإناث، فتبدو الفتاة أطول وأثقل من الشاب خلال مرحلة المراهقة الأولى، وعند الذكور يتسع الكتفان بالنسبة إلى الوركين، وعند الإناث يتسع الوركان بالنسبة للكتفين والخصر، وعند الذكور تكون الساقان طويلتين بالنسبة لبقية الجسد، وتنمو العضلات.
2- النضوج الجنسي: يتحدد النضوج الجنسي عند الإناث بظهور الدورة الشهرية، ولكنه لا يعني بالضرورة ظهور الخصائص الجنسية الثانوية (مثل: نمو الثديين وظهور الشعر تحت الإبطين وعلى الأعضاء التناسلية)، أما عند الذكور، فالعلامة الأولى للنضوج الجنسي هي زيادة حجم الخصيتين، وظهور الشعر حول الأعضاء التناسلية لاحقاً، مع زيادة في حجم العضو التناسلي، وفي حين تظهر الدورة الشهرية عند الإناث في حدود العام الثالث عشر، يحصل القذف المنوي الأول عند الذكور في العام الخامس عشر تقريباً.
3- التغير النفسي: إن للتحولات الهرمونية والتغيرات الجسدية في مرحلة المراهقة تأثيراً قوياً على الصورة الذاتية والمزاج والعلاقات الاجتماعية، فظهور الدورة الشهرية عند الإناث، يمكن أن يكون لها ردة فعل معقدة، تكون عبارة عن مزيج من الشعور بالمفاجأة والخوف والانزعاج، بل والابتهاج أحياناً، وذات الأمر قد يحدث عند الذكور عند حدوث القذف المنوي الأول، أي: مزيج من المشاعر السلبية والإيجايبة. ولكن المهم هنا، أن أكثرية الذكور يكون لديهم علم بالأمر قبل حدوثه، في حين أن معظم الإناث يتكلن على أمهاتهن للحصول على المعلومات أو يبحثن عنها في المصادر والمراجع المتوافرة.
المشكلةومفهومها
اصطلاحا : بصفة عامة هي كل موقف غير معهود لا يكفى لحله الخبرات السابقة والسلوك المألوف، والمشكلة عائق في سبيل هدف مرغوب، يشعر الفرد ازاءها بالحيرة والتردد والضيق مما يدفعه للبحث عن حل للتخلص من هذا الضيق وبلوغ الهدف, والمشكلة شيء نسبي فما يعده الطفل مشكلة قد لا يكون مشكلة عند الكبير. المشكلة اصطلاحا : بصفة عامة هي كل موقف غير معهود لا يكفى لحله الخبرات السابقة والسلوك المألوف، والمشكلة عائق في سبيل هدف مرغوب، يشعر الفرد ازاءها بالحيرة والتردد والضيق مما يدفعه للبحث عن حل للتخلص من هذا الضيق وبلوغ الهدف, والمشكلة شيء نسبي فما يعده الطفل مشكلة قد لا يكون مشكلة عند الكبير.
الفرق بين المراهقة والبلوغ
ذكرنا أن المراهقة هي تغيرات جسدية وعقلية وعاطفية واجتماعية، اما البلوغ فهو تغير جسدي يدل على أن الفرد أصبح قادرًا على النسل، بمعنى آخر البلوغ هو مرحلة فرعية ضمن مراحل المراهقة، وعادة يكون أولى العلامات الدالة على بداية فترة المراهقة. هناك من يعتبر أنهما مترادفان؛ فالبلوغ يعني المراهقة، وهناك من يعتبر أن البلوغ هو العلامة المتميزة كبداية مرحلة المراهقة، ومنهم من يعتبر أن المراهقة أعم، فالبلوغ يختص بالنمو الجنسي أو النمو العضوي والجنسي، والمراهقة تشمل ما سوى ذلك.
علامة دخول مرحلة المراهقة
النمو الجسدي: ظهور العضلات وتوسع المنكبين عند الذكور، والطول وتوسع الوركان عند الإناث.
النضوج الجنسي: في الإناث، بدء الحيض -ولا يشترط هنا ظهور الخصائص الجنسية الثانية مثل كبر حجم الثدي وغيرها. أما في الذكور فتبدأ بزيادة حجم الخصية وبدء نمو شعر العانة.
التغير النفسي: تسبب التغيرات الهرمونية للفرد المراهق بعض الاضطرابات، حيث أن أول قذف منوي للذكر يرافقه بعض المشاعر السلبية والايجابية. وفي الإناث أيضاً حيث يسبب الحيض لهم بعض الانزعاج والخوف.
* مشاكل المراهقة:
يقول الدكتور عبد الرحمن العيسوي: "إن المراهقة تختلف من فرد إلى آخر، ومن بيئة جغرافية إلى أخرى، ومن سلالة إلى أخرى، كذلك تختلف باختلاف الأنماط الحضارية التي يتربى في وسطها المراهق، فهي في المجتمع البدائي تختلف عنها في المجتمع المتحضر، وكذلك تختلف في مجتمع المدينة عنها في المجتمع الريفي، كما تختلف من المجتمع المتزمت الذي يفرض كثيراً من القيود والأغلال على نشاط المراهق، عنها في المجتمع الحر الذي يتيح للمراهق فرص العمل والنشاط، وفرص إشباع الحاجات والدوافع المختلفة.
كذلك فإن مرحلة المراهقة ليست مستقلة بذاتها استقلالاً تاماً، وإنما هي تتأثر بما مر به الطفل من خبرات في المرحلة السابقة، والنمو عملية مستمرة ومتصلة".
ولأن النمو الجنسي الذي يحدث في المراهقة ليس من شأنه أن يؤدي بالضرورة إلى حدوث أزمات للمراهقين، فقد دلت التجارب على أن النظم الاجتماعية الحديثة التي يعيش فيها المراهق هي المسؤولة عن حدوث أزمة المراهقة، فمشاكل المراهقة في المجتمعات الغربية أكثر بكثير من نظيرتها في المجتمعات العربية والإسلامية، وهناك أشكال مختلفة للمراهقة، منها:
مراهقة سوية خالية من المشكلات والصعوبات.
مراهقة انسحابية، حيث ينسحب المراهق من مجتمع الأسرة، ومن مجتمع الأقران، ويفضل الانعزال والانفراد بنفسه، حيث يتأمل ذاته ومشكلاته.
مراهقة عدوانية، حيث يتسم سلوك المراهق فيها بالعدوان على نفسه وعلى غيره من الناس والأشياء.
والصراع لدى المراهق ينشأ من التغيرات البيولوجية، الجسدية والنفسية التي تطرأ عليه في هذه المرحلة، فجسدياً يشعر بنمو سريع في أعضاء جسمه قد يسبب له قلقاً وإرباكاً، وينتج عنه إحساسه بالخمول والكسل والتراخي، كذلك تؤدي سرعة النمو إلى جعل المهارات الحركية عند المراهق غير دقيقة، وقد يعتري المراهق حالات من اليأس والحزن والألم التي لا يعرف لها سبباً، ونفسيا يبدأ بالتحرر من سلطة الوالدين ليشعر بالاستقلالية والاعتماد على النفس، وبناء المسؤولية الاجتماعية، وهو في الوقت نفسه لا يستطيع أن يبتعد عن الوالدين؛ لأنهم مصدر الأمن والطمأنينة ومنبع الجانب المادي لديه، وهذا التعارض بين الحاجة إلى الاستقلال والتحرر والحاجة إلى الاعتماد على الوالدين، وعدم فهم الأهل لطبيعة المرحلة وكيفية التعامل مع سلوكيات المراهق، وهذه التغيرات تجعل المراهق طريد مجتمع الكبار والصغار، إذا تصرف كطفل سخر منه الكبار، وإذا تصرف كرجل انتقده الرجال، مما يؤدي إلى خلخلة التوازن النفسي للمراهق، ويزيد من حدة المرحلة ومشاكلها.
وفي بحث ميداني ولقاءات متعددة مع بعض المراهقين وآبائهم، أجرته الباحثة عزة تهامي مهدي (الحاصلة على الماجستير في مجال الإرشاد النفسي) تبين أن أهم ما يعاني الآباء منه خلال هذه المرحلة مع أبنائهم:
* الخوف الزائد على الأبناء من أصدقاء السوء.
* عدم قدرتهم على التميز بين الخطأ والصواب باعتبارهم قليلو الخبرة في الحياة ومتهورون.
* أنهم متمردون ويرفضون أي نوع من الوصايا أو حتى النصح.
* أنهم يطالبون بمزيد من الحرية والاستقلال.
* أنهم يعيشون في عالمهم الخاص، ويحاولون الانفصال عن الآباء بشتى الطرق.
أهم التحديات والمشاكل التي يمر بها المراهق
شهوة المراهقين
العصبية وحدة التعامل: يتوتر المراهق، ويزداد عناده وعصبيته أملاً منه في أن يحقق مطالبه، غير مكترث بمشاعر الآخرين أو طريقة تحقيق مطالبه.
التمرد وفردية الرأي: حيث يشكو أغلب المراهقين من عدم فهم الأهل لهم، وعدم إيمانه بحق في الحياة المستقلة. لذا، يلجأ المراهق إلى التحرر من مواقف ورغبات والديه في عمليه لتأكيد نفسه وآرائه وفكره للناس. ولأن أغلب المراهقين يؤمنون بتخلف أي سلطة فوقية أو أعلى منه، فيلجاً المراهق لكسر تلك القوانين والسلطات، وبذلك تتكون لديه حالة من التمرد على كل ماهو أعلى أو أكبر.
الصراع الداخلي: يتزايد الصراع الداخلي لدى المراهق مع دخوله وتوغله في تلك المرحلة. وتحدث تلك الصراعات بسبب الاختلاف بين حقيقة الأمور والتفكير الحالي له.
المشاكل الجنسية والعادة السرية : حيث يعاني المراهق ازدياد شهوته الجنسية ومشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة العادة السرية في بعض الأحيان، الأمر الذي قد يتعارض مع العديد من التقاليد الاجتماعية والقيم الدينية للمراهق، والتي في الأغلب تنظر إلى الأمور الجنسية بتحفظ شديد لدلدى المراهقين
صراعات المراهق والمراهقة:
شبّه العلماء مرحلة البلوغ والمراهقة بركوب قارب تتقاذفه الأمواج بدون توقف؛ بسبب المستويات الهرمونية المرتفعة، فالانفعالات المزاجية كثيرة؛ ما بين فكاهة ودهشة وخوف، في لحظة يضحكون ويتحدثون وينسجمون، وفي أخرى يتغير مزاجهم، ويرغبون في البكاء.
من هنا يؤكد العلماء أن مهمة الآباء والأمهات في فهم واستيعاب هذه المرحلة ليست سهلة، فما علاج هذه الصراعات.
يضع الدكتور إسماعيل يوسف، أستاذ الطب النفسي بجامعة قناة السويس، تصورًا لعدد من المشاعر التي تتصارع بداخل المراهق، فيقول: إحساس بالاغتراب والتمرد، محاولات متكررة للانسلاخ عن ثوابت ورغبات الوالدين، صراعات دائمة بين الاستقلال عن الأهل وبين الاعتماد عليهم، بين مخلفات الطفولة بداخلهم ومتطلبات الرجولة أو الأنوثة، تتذبذب مشاعرهم بين الخجل والانطواء وحدة الطباع، وبين الرغبة في إثبات الذات وتحقيق الأحلام.
وكلها خيارات مضطربة وتحديات صعبة تتفاعل في حياة المراهق أو المراهقة، وتشكل صراعات محتدمة بداخلهم، تأتي على شكل غضب وإثارة وحدة طبع عند الذكور، وعصبية واكتئاب عند الإناث.
أخطر 5 مشاكل يواجهها المراهق:
أولاً- المخدرات:
أكدت الدراسة بأن المخدرات تنتشر بسرعة كبيرة بين صفوف المراهقين في معظم المجتمعات عبر العالم. وما هو خطير في الأمر هو أن المراهق في أيامنا هذه ينخرط في الإدمان على المخدرات منذ سن مبكرة. فالتدخين بين صفوف المراهقين قل، ولكن في المقابل تنامت مشكلة الإدمان على المخدرات بشكل كبير، حتى يمكن القول بأن المخدرات بدأت تحل محل السجائر.
ثانياً - الجنس:
أوضحت الدراسة بأن مشكلة الجنس بدأت تأخذ أبعاداً خطيرة جداً في المجتمعات الغربية والأميركية اللاتينية وحتى العربية، بسبب تأخر سن الزواج وعدم وجود رادع أخلاقي قوي. ومن أهم النتائج الخطيرة للجنس هو ممارسته في هذه المجتمعات بطريقة عشوائية ومن دون حماية، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الأمراض الجنسية بشكل لم يسبق له مثيل.
ومن النتائج الأخرى السلبية للجنس بين المراهقين هو الحمل المبكر للفتيات بعضهن مازلن في سن الـ 18 من العمر.
ثالثاً- العنف:
أكدت الدراسة بأن معظم مشاكل المراهقين يلفهم العنف من جميع النواحي. ففي المدارس يحمل مراهقون لا يتعدون الـ 13 من العمر أسلحة حادة. وتقع يوميا عشرات الشجارات بين الطلبة، واغلبها بسبب الصراع على نيل الفتيات من أجل الممارسة الجنسية.
رابعاً - الاكتئاب:
قالت الدراسة إنه مع كل ما يراه ويفعله المراهق، فإنه يتعرض للاكتئاب بشكل لم يسبق له مثيل، وهي مشكلة عالمية. كثيرون هم الذين لا يريدون الدراسة ويرغبون الكسب السهل للمال، ولكن أمام الصعوبات، التي تعترض طريقهم فإنهم يصابون بالاكتئاب الذي يكون على جانب كبير من الخطورة ويمكن أن يؤدي إلى الانتحار.
خامساً- قيادة السيارات بعشوائية:
أكدت الدراسة بأن عدد ضحايا الحوادث المرورية، التي يتسبب فيها المراهقون الذين يقودون السيارات من دون رخصة قيادة وصل إلى 15 ألف قتيل في البرازيل وحدها منذ بداية العام وحتى الآن. وقالت الدراسة إن عدم حرص الأهالي، يغري المراهقين لدرجة سرقة سيارات ذويهم للتبجح أمام الآخرين.
حتى اذا كان المراهق يحمل رخصة قيادة فانه يميل الى قيادة السيارة بشكل عشوائي وبسرعة جنونية.
مشاكل المراهق الشخصية:
نظرأ لأن المراهق يميل فى هذه الفترة إلى الانغماس فى الأنشطة المتعددة ليستميل حب الآخرين واحترامهم، وللفت نظر الجنس الآخر له بالمثل، تنشأ الصراعات داخله وتظهر ما نسميه بالمشكلات الشخصية وتكون معظمها متمركزة على: التحدث بلباقة إظهار الثقة بالنفس سرعة الاستثارة أخذ الأمور البسيطة بجدية ’ ممارسة عادات غير مرغوب فيها’ الإحساس بجرح المشاعر ’ البحث عن إقامة صداقات جديدة ’ محاولة التعامل وكسب الأشخاص الذين لا يتكيف معه’ الشعور بأهميته فى الجماعة المنتمى إليها’ الإحساس بالخجل من المواقف الاجتماعية’ عدم التحكم فى الانفعالات ’ الإحساس بالذنب والندم تجاه ما يسلكه من تصرفات.
مشاكل المراهق الاسرية:
ومن أهم مشاكل المراهقة هي حاجة المراهق للتحرر من قيود الأسرة والشعور بالاستقلال الذاتي وهذه المشكلة هى السبب الرئيسى في معظم الصراعات التي تحدث بين المراهق وأسرته. ومن أمثلة تلك الصراعات:
الصراع في حرية اختيار الأصدقاء .وطريقة صرف النقود أو المصروف . ومواعيد الرجوع إلى المنزل في المساء . وطريقة المذاكرة ومشاكل الدروس الخصوصية . وطريقة اختيار الملابس وقص الشعر .واستعمال سيارة الأسرة فى سن مبكر وبدون وجود ترخيص القيادة . وأمور أخرى .
إن كلا من الأسرة والأبناء يجب أن يعترفوا بوجود هذه المشاكل الطبيعية حتى يستطيع الجميع التكيف معها وان يبذلوا جهدهم ويغيروا سلوكهم حتى يتجنبوا الصدام العنيف والوصول إلى بر الأمان حتى يسود الأسرة جو من المحبة .
مشاكل المراهق مع المجتمع
أبرز ثلاث مشاكل يعاني منها الشباب في نطاق الأسرة- بناء على نتائج قياس حاجات التوجيه النفسي - مرتبة حسب درجة معاناتهم منها هي :
صعوبة مناقشة مشكلاتهم مع أولياء أمورهم ’ وجود تباعد كبير بين أفكارهم وأفكار أولياء أمورهم ’الهوية وصورة الذات البلوغ والعلاقات مع الجنس الاخر العلاقات الأسريةالمدرسة و اصدقاء السوء ثقافة المراهقات والسلوكيات’ المواقف والقيم ’العنف والتمرد ’ ادمان التبغ والمخدرات ’ القدوة السيئة’ الفشل الدراسي والهروب من البيت ’ عدم الرضا عن الواقع والعيش في الاوهام.
الاختيارات والقرارات:فعلى المراهق القيام بالاختيارات واتخاذ القرارات الحيوية التي تحدد مستقبل حياته، ومن هذه الاختيارات والقرارات ما يتعلق بالتعليم (مستواه ونوعه)، ومنها ما يتعلق بالمهنة (نوعها والإعداد لها والدخول فيها والتوافق معها)، ومنها ما يتعلق بالزواج (الزواج أو الإضراب عن الزواج، مواصفات شريك الحياة).
ظاهرة البطالة:ويقصد بها البطالة الاقتصادية والاعتماد على الآخرين، ويقصد بها أيضًا البطالة الجنسية؛ فالمراهق مؤهل جنسيًّا إلا أنه غير مسموح له أن يمارس الجنس إلا في الحلال شرعًا وبعد أن يستطيع البَاءَة (القدرة والإنفاق)، وهذا قد لا يأتي إلا بعد فترة قد تطول.
ونستطيع أن نتصور المراهقة على أنها إحدى الحلقات في دورة النمو النفسي تـتأثر بالحلقات السابقة وتؤثر بدورها في الحلقات التالية لها.
وقد يصحب هذه التغيرات الجسدية - المتعلقة بمرحلة البلوغ أو المراهقة - تغيرات نفسية وشخصية للفتاة منها:
رغبة البنت في إثبات ذاتها؛ سواء عن طريق الانتماء إلى عالم، ومجتمع، ومجموعة غير مجموعة الأسرة والبيت، أو في التمرد على بعض الأنظمة، أو في الميل إلى الجنس الآخر، والرغبة في إقامة علاقات معهم بشكل مباشر أو غير مباشر
سلوك الفتاة المراهقة:
يرى فريق من المتخصصين مرحلة المراهقة بأنها واحدة من أكثر مراحل الحياة تأزمًا، وقد شبهوها بالعاصفة العاتية، وقالوا:
إن هذه العاصفة تهز المراهق هزًّا عنيفًا إلى درجة يمكن معها القول: إنه يعيش خلالها حالة من القلق والاضطراب والحيرة الشديدة، وما أكثر المراهقين والمراهقات الذين يتعرضون إلى صدمات نفسية
وأخلاقية كبيرة إثر هذه العاصفة، ويتسببون في مشكلات وإحراجات عديدة لأسرهم وللقائمين على أمور التربية.
ولذلك، فإن التوجه أو السلوك الذي يتحرك بدوافع العواطف والأحاسيس، وخاصة فيما إذا كانت تلك التصرفات السلوكية غير منضبطة وليس لها إطار محدد، هو السبب الحقيقي في حصول الكثير من المشاكل الأخلاقية.
إن ما درجت الأعراف عليه هو أن الأبناء يطيعون أوامر الأبوين قبل سن المراهقة، ويبدون خضوعهم التام وعدم إبداء ما يدل على الرفض والمقاومة وحتى في حالة تعرضهم إلى الضرب والعقاب من قبلهما.
إلا أن ما تواجهه الأسرة في مرحلة المراهقة في سلوك الفتاة، ما تعتبر فيه الفتاة المراهقة نفسها قد كبرت ولا تفرق عن والدتها في شيء، ولا بد أن تكون المعاملة معها على نحو آخر.
لذا فإنها لا تعتبر أوامر ونواهي الوالدين على أنها مسلَّمات يجب الالتزام بها، وإنما تعمل فيها فكرها وتتخذ القرار الذي تقتنع به وإن كان متعارضًا مع رأي الوالدين.